مولودية قسنطينة… تُُنسى كأنك لم تكن !

لا تعترف كرة القدم بالوفاء ولا بالعراقة، هي لعبة تعتمد على النتائج والبقاء فيها للأقوى…لكن ذاكرة المشجعين لا تنسى ولا يمكن أن يمحى من بالها فريقا صنع التاريخ في يوم ما وكان اسمه دوما مع الكبار. هو الحال مع نادي مولودية قسنطينة الغائب منذ مدة عن الخارطة الكروية في الجزائر، ” الموك العريق ” الذي كان أول نادي قسنطيني يهدي البطولة لمدينة الجسور المعلقة موسم 1990_ 1991 يعاني اليوم ويلات قسم الهواة.
تخبط إداري لا يعد بانفراج الأزمة
يعيش مولودية أولمبيك قسنطينة مشاكل على المستوى الإداري، فرغم تنصيب الهادي بلغربالي على رأس الفريق منذ شهر جويلية الماضي إلا أن الفريق لازال بعيد عن الاستقرار اللازم. وتستمر هذه الأزمة بإلقاء ظلالها على المستوى الفني للفريق حيث دخل في دوامة نتائج خاصة بعد الهزيمة الأخيرة داخل الديار ضد اتحاد عين البيضاء، يذكر أن النادي صاحب القميص الأبيض والأزرق من دون مدرب في الوقت الحالي ومن الأسماء المقترحة لتولي العارضة الفنية المدرب شيحة.
وبعد مرور سبع جولات على انطلاق البطولة يحتل النادي القسنطيني المرتبة الثانية عشر برصيد ست نقاط فقط وهو ما يعكس الوضعية المزرية للفريق.
تُُنسى كأنك لم تكن !
يبدو أن هذا البيت الشعري لمحمود درويش هو الكفيل الصحيح لوصف حالة الفريق مع السلطات الولائية لمدينة قسنطينة، فرغم وعود الوالي ورئيس المجلس الولائي بإيجاد حل لوضعية النادي المالية، إلا أن كل هذا بقي مجرد كلام ووعود، خاصة أن رصيد النادي مغلق منذ سنوات وهو ما يعقد أكثر وضعية ” الزررقا والبيضا “.
وباتت السلطات الولائية تركز كل دعمها لصالح النادي الرياضي القسنطيني مع تناسي مولودية قسنطينة. ومن حق ” السياسي ” تلقي الدعم خاصة وأن الفريق ينشط في البطولة الوطنية المحترفة الأولى لكن ليس من حق مسؤولي الولاية تجاهل ” الموك وأنصاره الأوفياء.
قسنطينة اشتاقت لأجواء الديربي
يجزم الجمهور الرياضي القسنطيني باختلاف ميوله سواء كان ” كلوبيست ” أو ” موكيست ” أن المدينة تفتقد أجواء الديربي الذي كان يحمل معه الحياة لأحياء المدينة، فكان بعضها يكتسي الأسود والأخضر وبعضها الآخر يكتسي الأزرق والأبيض، وكانت تعلو الأهازيج وتكثر النقاشات والصراعات بين الأب الموكيست والابن السنفور.
وكان ملعب الشهيد حملاوي قبلة للأنصار و” طويل العمر ” فقط من يمكنه أن يحصل على تذكرة لمشاهدة المباراة، كان يوم الديربي أشبه باليوم الوطني في قسنطينة.
تبقى مولودية قسنطينة تعاني منذ سقوطها موسم 2003 من القسم الأول إلى غاية هذه اللحظة التي يعاني فيها الفريق في قسم الهواة، لكن للموك مشجعين يُضرب بهم مثالا للوفاء، لا زالو يساندون فريقهم من الملعب بل ويتنقلون معه…أفلا يستحقون دعم الفريق من السلطات والوقوف خلفه ليعود لمكانه الحقيقي؟.
إلهام بن سيحمدي