بارادُو .. الحذو الذي يجب أن يحذى

_ النجاحُ غايةُُ لم تكن وليدة الصدفةِ ولن تكُون كذلك في يومٍ ما ، إذا لم تتغيرِ الذهنية المتعاملُ بها مع المواقفِ وأمورِ الحياة فليس علينا الإِنتظارُ أبدًا ، لكل زمنٍ آلياتُه ومحاولة استحضارِ آليات حقبٍ ماضية لزمنٍ حاضر هو تمهيدُُ لإنعدام التوافق ، بالعامِية ” ريح فالشبك ” !

_ منذُ مدة وأنا معجبُُ بالخطى التِي يتبعها مسييروا نادِي بارادو الرياضِي ، أگادُ أجزم قولاً بإنعدام فريقٍ يمارسُ اللعبة الشعبية الأولى في الجزائِر مثل أشبال النادِي المتأسسِ فـي عام 1994 ، التركيزُ اللامنقطع النظير على المواهِب الشابة والعمل على تطويرها بواسطةِ طاقمٍ يمتزج بالخبرات المحلية والأجنبية معا خاصة المدرسة الإسبانية التِي صارت محل إعجابِ العالم أجمع لما قدمتهُ في السنوات العشر الأخيرة من مدربين ومواهب وكذا إنجازات منتخبها وإحتكارُ أنديتها لكل المنافسات الأوروبية .

_ هذا النادِي يخرجُ العديد من المواهب إلى الملاعبِ الأخرى وحتى أُروبا لإستكمال المشوار ومن بينهِم رامي بن سبعيني الذي تقمص زي المنتخب في الآَونةِ الأخيرة ، هذه المشاريع فقط من يمكنها النهوض في بلادِ النجمة والهلال ، السياسات المغايرة التي نلحظها حالياً لانتائِج ترجى منها .

_ لنعُد الآن إلى ” الإعتماد على الخبرات الأجنبية ” .. استخدام هذهِ الآليةِ مع المنتخب فقط يجعلنا لانخرجُ عن درب الحاجةِ الماسةِ إلى اللاعبِ المغترب ، المسؤولون الآلمان بعد نهايةِ مونديال 2002 قاموا بإِرسال مستكشفين صوب مدارس كروية خارج البلد فاق عددهم الـ 100 والهدف خلف هذا السيستام هو النهوض بالكُرة الألمانية وماحدث بعد ذلك فعلياً .

_ من هنا نفهمُ بأن الإِعداد يبدأُ من الأصغرِ سنًا ، تخيلوا معي مشاهدةَ لاعبٍ في رابطتنا المنحرفة يبلغ الـ 27 عاما لاقدرة لهُ على ترويض الكرة ولاتمريرها بالكيفية المطلُوبة عدا ذلك يتقاضى الـ 400 مليُون سنتيم كمرتبٍ شهرِي ، عذرا لاوصف يليق بهذا إلا ” الگارثة ” ، لأن السياسة التي مازالت متبعة هنا في بلدِي هي القبول للأقوى بدنيا والأضخم ، بينما وضح أحد مسؤولي نادِي بارادُو بأن اللعبة الشعبية الحديثة خرجت عن تلك الدائرة وضرب مثالاً بزرقاءِ اليمامة تشافِي .

_ سياسةُ الإعتماد على الخبراتِ الأجنبية في الإعداد يجب أن تطبق في أغلب الأندية الجزائرية التي تلعب في الصف الأول لن أقول الجمِيع لأن هذا أمرُُ مستبعد حالياً إذما گانت هنالك نيةُُ حقيقية في القفزِ بالمستوى الكروي هنا أمَّا غيرُ ذلك ستبقى الأمور على حالها لسنواتٍ أخر .. وسنبقى رهائن متابعين للكرةِ القروية التي ماعادت تلقى استحساناً حتى في الأحياء ، والسلامُ عليكم ورحمة اللَّهِ تعالى وبرگاتُه .

_ اليآمِين ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى